قد يرِد
على الإنسان من الصوارف الحياتية ما يجعله يدخل في فوضى مكانية تتبعثر معها
الملابس بالأغطية،والنظيف بالقذر والقديم من الأغراض بالجديد..وهذا أمر لا يكاد
ينجو منه أحد،وعلاجه أنه عند الخلاص من الضائقة هذه أو تلك التي يمر بها المرء يبادر
على الفور إلى إعادة كل شيء إلى موضعه الصحيح ،ومن الأمثلة على ذلك :
* أسرة
تُعِد لزواج أبنها أو أبنتها ويضيق الوقت عن الالتفات إلى تنظيم البيت
وترتيبه..يمكن أن يكون ذلك،ولكن بعد إقامة حفل الزواج ترجع الأسرة مستقرة وتعيد كل
شيء إلى مكانه الصحيح.
* أحد
أعضاء الأسرة يضيق عليه الوقت لتسليم بحثه الجامعي أو الوظيفي مما يجعله يُهمل
غرفته لأسبوعين أو ثلاثة..يمكن أن يكون ذلك ،ولكن بعد تسليم البحث يرجع إلى وضعه
المستقر ويعيد ترتيب غرفته.
* أسرة
تدخل في دوامة ذهاب وإياب إلى المستشفيات بسبب مرض ألمّ بأحد الأبناء..يمكن أن
يكون ذلك،ولكن بعد خروج المريض تعود الأسرة إلى وضعها المستقر ويرجع النظام
والترتيب في المنزل كما كان.
وكُل ما
ذُكر يعبر عن صور من (الفوضى المؤقتة) التي لا يرضاها أصحابها لأنفسهم ولكن الظروف
الطارئة غلبتهم والخروج منها بسلام هو الأهم و(الأهم يقدم على المهم )،ولذلك بعد
الخروج من الأزمة يبادرون للخلاص من الفوضوية قبل أن تهتك بنظام منازلهم..
إلا أن
تحول (الفوضى المؤقتة) إلى (فوضى دائمة) وسلوك يعتاده أصحابه ويرضونه..هذا ما يجب
إعادة النظر فيه وأخذه مأخذ الجد،فهو مرض وآفة لا تليق بالعقلاء وأهل الإتزان من
الفضلاء.
والحقيقة التي ينبغي
ألا تُنسى أن المنزل أن تُرك للفوضوية فإنها آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط الأمور
كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه، وهذا ليس إلا هدراً للحياة والممتلكات
وتشويهاً للجمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق