إن حياتك التي قد تمتد لسنوات تعني أنك ستعيش
أياماً إما أن تكون لك أو عليك وهذا يعني أن عمرك سيتقلب بين الفوز والفشل والبهجة
والحزن واليسر والعسر وهي تحديات يختلف الناس في التعامل معها..
إن الحياة قد تكون
قاسية لكننا لسنا ضحايا لها أو أنه لا ينبغي لنا أن نكون كذلك ! ومع ذلك فالحياة
نعمة من الله ينبغي الإحسان فيها وعدم الاستسلام لكدرها،ولن يكون ذلك إلا
بالاستعداد للمستقبل بتعلم قواعد الحياة وفقه سُنن الله فيها.
ومن المهم أن نتذكر أن الخوض في الحياة بكل
تعقيداتها بلا فهم يعتبر حماقة وغباء ولا أظن أن عاقلاً يقبل ذلك لنفسه ولو قبله
حيناً من العمر فإنه سيجد الويلات والعواقب الوخيمة ولو بعد حين وعندئذ سيندم
ولكن بعد فوات الأوان..
ومن تجربتي وتجربة الكثيرين توصلت إلى قناعة تامة
وقطعية وهي: أن من استغنى عن توجيهات أهل الخبرة وتعالى عن وصاياهم الحكيمة فإن
عقله غير الناضج سيطوف به في كل واد وحين يُفيق من غيبوبته الطويلة سيعض أصابعه
نادماً ويلوم نفسه متسائلاً :كيف أنه لم يجمع عقله إلى عقول غيره ليصل إلى ما
ينفعه حقيقةً لا ما توهم أنه ينفعه .
إن ما حصل عليه معظمنا من تعليم وما جمعناه من
خبرات،لا يمدنا بأية معلومات في مجال إدارة الحياة بنجاح..وواقع الحال يشهد ( إن
تسارع الحياة وتعقدها في هذا العصر يجعل من الصعب أحياناً التراجع قليلاً للبحث في
عقولنا وأرواحنا عن مدخل نستطيع الولوج منه نحو ما نحن عليه وما نحتاج إلى أن نكون
عليه،وما من بديل في ذلك عن العمل الجاد على الطراز القديم والإعداد السليم وإتباع
خطط واضحة في كل أيامنا وعلاقاتنا.)حياة حقيقة،د.فيل، ص3
إن الهدف النهائي من هذا المقال هو أن تكون
مهيئاً للسير في حياتك بثقة وقوة،معتمداً بعد الله على استعداد،تحدد مسارك في حياتك بعلم مستعيناً بأهل الخبرة والتجربة الناضجة وليس على غرور
أجوف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق