الخميس، 7 يوليو 2016

قصص مؤثرة .. للشباب فقط (2).

* شاب يولد من جديد .
حدثَّ شابٌ عن قصة عجيبة وتشعر وأنت تتأملها أن الله برحمته الواسعة وبفضله العظيم يمهلُ للعبد ويمهلُ حتى يرجع إلى الله, وإن كان غارقاً في الذنوب والمعاصي ، يقولُ هذا الشاب: نحنُ مجموعةٌ من الشباب ندرسُ في إحدى الجامعات وكان من بيننا صديقٌ عزيزٌ يقال له محمد ! كان محمد يُحي لنا السهرات ويجيد العزف على الناي حتى تطربَّ قلوبنا وعظامنا والمتفقُ عليه عندنا أنَّ سهرةً بدون محمد سهرةٌ ميتةٌ لا أُنس فيها ، مضت بنا الأيام على هذه الحال ثمّ كانت بداية الأحداث الساخنة ، كانت البداية يومَ أن جاء محمدٌ إلى الجامعة وقد تغيرت ملامحه وظهرَ عليه آثار السكينة والخشوع, فجاءه صاحبنا يحدثه قال : يا محمد ماذا بك ؟ ماذا حدث لك ؟ كأن الوجه غير الوجه ، فرد عليه محمد بلهجة عزيزة فقال : لقد طلقت الضياع والخراب ، لقد طلقت الضياع والخراب ، لقد طلقت الضياع والخراب ، وإني تابٌ إلى الله .. فذهل الشاب وقال له وهو يحاوره: على العموم عندنا اليوم سهرةٌ لا تفوت وسيكونُ لدينا ضيفٌ تحبه إنه المطرب الفلاني ، فرد محمدٌ عليه أرجو أن تعذرني فقد قررتُ أن أقاطعَ هذه الجلسات الضائعة .. فجنَّ جنونُ هذا الشاب فبدأ يزبد ويرعد فقال له محمد: اسمع يا فلان كم بقي من عمرك ؟ ها أنت تعيش في قوة بدنية وعقلية وتعيش حيوية الشباب, فإلى متى ؟ إلى متى ستبقى مذنباً غارقاً في المعاصي ؟ لما لا تغتنم هذا العمر في أعمال الخير والطاعات .. وواصل محمدٌ الوعظ وتناثرت باقةٌ من النصائح الجميلة من قلبٍ صادق من محمدٍ التائب يا فلان إلى متى تسوف ؟ .
كم من مغترٍ بشبابه وملك الموت عند بابه .. كم من مغترٍ عن أمره منظرٍ فراغ شهره وقد آن انصرام عمره .. كم من في لهوه وأنسه وما شعر أنه قد دنا غروب شمسه ..
يقول هذا الشاب: وتفرقنا على ذلك وكان من الغد دخولُ شهر رمضان ، وفي ثاني أيامه ذهبت إلى الجامعة لحضور محاضرات السبت فوجدتُ الشبابَ في القاعة قد تغيرت وجوههم فقلت : ما بالكم ؟ ما الذي حدث ؟ قال : أحدهم محمدٌ بالأمسِ خرج من صلاة الجمعة فصدمته سيارة مسرعة . توفاه الله صائماً مصلياً ، (الله أكبر ما أجملها من خاتمة حسنة . كم من الناس يموت وقطرات الخمر تسيل من فمه والعياذ بالله ؟ كم من الناس يتوفاه الله وهو واقعٌ في أحضان فاحشةٍ أو رذيلة نسأل الله العفو والعافية ؟.
 قال الشاب: صلينا على محمد في عصر ذلك اليوم وأهلينا عليه التراب وكان منظراً مؤثرا تدمعُ له العيون وتتفطر له القلوب .
وقد كانت في حياتك لي عظاتٌ .... فأنت اليوم أوعظُ منك حيا
فوقفَ هذا الشاب ينظرُ إلى قبرِ صاحبه وتذكر قول القائل لابن المبارك ، مررت بقبر ابن المبارك غدوةً        فأوسعني وعظاً وليس بناطق
 وصدق بقوله فإن زيارة القبور تذكر الأحياء بمصيرهم كما قال ×: ( كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ).
رجع صاحبنا إلى بيته مهموماً حزيناً كسيراً ، وقد كان عليه من الغد امتحانٌ في الجامعة فلم يستطع أن يفتح كتاباً أو يحفظ نصا, فقرر الاعتذار من مدرسه في الجامعة ، ذهب من صباح الغد إلى إدارة المدرسين ليعتذر فكان الخبر الفاجعة ، المدرس الذي ذهب إليه تبين أنه قد أُصيب بنوبة قلبية وتوفاه الله البارحة ,فأصيب هذا الشاب بغمٍ على غم وظن أن هذه الهموم لا يعالجها إلا الهروب, فسافر إلى الخارج فتعرف على شابين دعياه إلى مرقصٍ مشهورٍ  - والعياذُ بالله - لكنه مقره بعيد يحتاج إلى سفر ، سافرا هما ولم يسافر معهما واعتذر لحاجته للنوم من شدة التعب والسهر, فلما كان من الغد جاءه الخبر بوفاة هذين الشابين وهما في طريق المعصية فأصيب بالإكتئاب ورجع على الفور إلى بلاده ,فكانت الفاجعة أيضا حينما دخل في بيته إذا بأخيه يقول : لا تنس تُعزي الوالدة فالخالة توفاها الله البارحة , فصرخ هذا الشاب يا الله الموتُ يُلاحقني, الموتُ يُلاحقني وأصيب بالانهيار ، فدفعه اثنان من أصحاب السوء ليسافر معهما إلى دولة مجاورة ليستريحَ من هذه المصائب فلحقهم فلما بلغ حدود دولته مُنع هذا الشاب من السفر لخلل في جوازه فقال له رفاقه: ارجع وأصلح الخلل,ونحن ننتظرك في هذه الدولة في الفندق الفلاني.
 رجع عنهم فإذا بمتحدث يُهاتفه في منتصف الليل ويخبره أن الشابين كانا مسرعين فصدمتهما شاحنةٌ فماتا جميعا ,عند ذلك بكى هذا الشاب بكاءً مرّاً وقال : الموت قد أخذ هؤلاء فكيف لو أخذني الله وأنا على هذه الحال ..

        حتى متى تُسقى النفوس بكأسها
                                    ريب المنون وأنت لاهٍ تلعب
        عجباً لأمنِك والحياة قصيرةٌ
                                      وبفقد ألفٍ لا تزال تروع
        أفقد رضيت بأن تعلل بالمُنى
                                       وإلى المنية كل يومٍ تدفع
رجع هذا الشاب إلى الله وأعلنها توبة صادقة فأخرج السجائر من جيبه ورماها وذهب واغتسل وصلى ما شاء الله له أن يصلي وعاش في رحابِ الإيمان تائباً يتذكر بين الحين والأخر أن الله رحمه وأعطاه عمراً وفرصة ليعود إلى ربه ويتوب إليه ولسان حاله يقول :
يا كثير العفو عمن             كـثـر الـذنـب لديـه
جاءك المذنب يرجو           الصفح عن جرم يديه
أنا ضيـف وجـزاء             الضـيف إحسانٌ إليـه

الحمد لله الذي أحياه بعد مماته لسنوات ..( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ).

* تائب أثناء النوم .
سبح أحد الشباب بخياله وكأنه يعيد شريط حياته إلى الوراء ثم قال : ( لقد كنت أسافر إلى بلاد أوروبا كل صيف, حيث كنت غارقاً في المعاصي والذنوب , حتى أشبع جنسياً وجسدياً ثم أرجع إلى بلادي وكنت مع الأسف أتخذ الدنيا دار متاع لا دار بلاغ.. وذلك هو الخسران المبين, وكنت اعتقد أن المعصية من الأمور الضرورية لمرحلة الشباب , وفي يوم من الأيام أحسست بضيقة نفس وملل من الحياة , فرحت أفكر في كيفية الخلاص من ذلك ولم أجد الحل إلا في النوم فاخترت الوسادة لحل أزمتي النفسية, فرأيت في المنام وكأنني رجعت إلى بلاد أوروبا لأكون شيطاناً من شياطين الغرب في الرقص والغناء, وفعل الفاحشة وفجأة!!,تغيرت الرؤيا إلى رعب وخوف..
فلقد رأيت طفلاً صغيراً لونه أبيض يقترب مني وينادي بأعلى صوته : الله أكبر الله أكبر .ففزعت وحاولت النهوض من فراشي ولكني لم أستطع ذلك, وكأن شيئاً ثقيلاً وقع على صدري , وكتم على أنفاسي, ثم ذهب عني الطفل واستيقظت من نومي وأنا خائف مرتعد .. ثم نمت مرة أُخرى فجاءني الطفل نفسه , وعلى نفس هيئته وكلامه, ففزعت من الفراش وذهبت لأتوضأ وقرأت القرآن وصليت ركعتين, وإذا بي أسمع المؤذن ينادي لصلاة الفجر, فذهبت إلى المسجد, حيث كان عمري يناهز الرابعة والعشرين تقريباً وأحسست بطمأنينة وراحة نفسية عجيبة لم أجدها من قبل ...).

* الحساب يوم الحساب.
كان الرجل عامياً لا همّ له في دنياه إلا جمع الدينار والدرهم , وكان غافلاً تماماً عن الآخرة وظهر ذلك عليه في عدم اكتراثه بالصلوات والغفلة عن الواجبات ,وتراه في ليله ونهاره يعمل جابياً في إحدى الحافلات لا يفرحه شيءٌ إلا قبض الأموال ولا يحزنه إلا فقدانها , ومرة وبينما هو يطلب من ركاب الحافلة قيمة الركوب وحين وقف عند أحد الركاب وكان شاباً عليه مظهر الصلاح والاستقامة , قال له : أعطني الحساب ؟ فرد عليه الشاب بكل دعابة : الحساب يوم الحساب , ثم أعطاه القيمة , وتمر الشهور , وفي يوم من الأيام وبينما ذلك الشاب يصلي في أحد المساجد , إذا برجل كث اللحية يبدو على وجهه آثار التقوى والطاعة يقبل ثم ينكب عليه ويقبله, فتعجب الشاب من فعله , فقال الرجل : ألا تتذكرني؟, فبين الشاب له أنه لم يعرفه !! فقال له الرجل : أنا الجابي في الحافلة الذي قلت له( الحساب يوم الحساب )   عندما قطعت لك تذكرة الركوب,لقد أثرت في كلمتك هذه وجعلتني أفكر كثيراً بهذا اليوم العظيم حتى كانت سبباً في هدايتي, وبحثت عنك في كل مكان حتى وجدتك فبارك له الشاب بالهداية , وصارا أخوين في الله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق