الجمعة، 15 يوليو 2016

مظاهر "التقليد" في واقع الشباب

المتأمل لواقع الشباب في الآونة الأخيرة يجد مظاهر عديدة تؤكد خطورة (التقليد) وشيوعه بنسبة أكبر في صفوف المراهقين، وهذا بعض البسط لعدد من هذه المظاهر المُجاهر بها :
1) تقليد الشباب الغربي المنحرف في لباسهم المتفسخ والرضا بشذوذ المظهر، ومن صور ذلك: 
1- قصات الشعر الغربية (كابوريا، الفرنسية، البانكس...) لمجرد أن لاعباً أو مغنياً أو ملاكماً تلبس بهذه القَصة أو تلك فهذا يكفي في شيوعها عند المعجبين من أبناء المسلمين، وأذكر مرةً أنني رأيت شاباً فرحاً بقَصة شعره الغربية إلا أنه لا يدري هذه القَصة شعار من؟ وكان معي أحد الأخوة فأخبرني متعجباً أن هذا الشاب قد تلبس بموضة الشاذين جنسياً في الغرب وشعارهم هذه القَصة الغربية لشعر الرأس !!
2- القمصان الواسعة والسراويل القصيرة التي لا تغطي تمام العورة، فتجد من الشباب الإمعة من قلد النمط الغربي في لباس ما يُسمى بـ (الشورت) وتراهم يجاهرون بذلك في الأماكن العامة دون حياء .
3- كتابة الكلمات الأجنبية على صدر القميص ومن خلفه وقد تتضمن صوراً قبيحة أو يكون معنى هذه الكلمات فاحشاً أو رفعاً وتمجيداً لفرق غنائية شاذة أو نحوه .
4- لبس قبعة ملونة تحمل كلمات بذيئة أو غربية .
5- انتشار لبس (الجنز) بصورة مبتذلة .
6- لبس السلاسل الذهبية .
2)- ركوب السيارات فاقعة اللون أو ما يُسمى بـ (السبورت).
ومن الشباب من استفتح عادة جديدة وهي ركوب الدراجات النارية السريعة، يصاحب هذا وذاك رسومات على السيارات وكلمات وصور حقيقية لبعض المغنيين والمغنيات .
3)- الرقصات الغربية والغناء الصاخب المسمى (الديسكو) .
وهذا الأمر أصبح بعض المراهقين يتنافسون في إتقانه وفي (مجلة وافدة) أُجري لقاء مع فتى لا يتجاوز سنه التاسعة يتميز بإتقان حركات الرقص الخاصة بـ (ما يكل جاكسون) المغني الماجن المشهور وفي ثنايا اللقاء وضعت صورة لهذا الشاب وقد لبس مثل ملابس (مايكل) وبدأ يرقص مثله!!
يُقضى على المرء في أيام محنته     حتى يرى حسناً ماليس بالحسن
4)- تقليد أبطال الأفلام في حركاتهم ولباسهم ومتابعة أفلامهم، وتمجيد صورهم ورفعها على الجدران .
5)- تقليد حركات اللاعبين عند التعبير عن فرحة الفوز حتى نقلت بعض وسائل الإعلام في أثناء مباراة كروية لاعباً مسلماً يشير بيده على صدره (حركة الصليب) يقلد بعض اللاعبين الأوربيين النصارى .
6) تقليد الشباب الغربي في أعيادهم ومن ذلك ما انتشر فيما سموه بـ (عيد الحب) إضافة إلى حضور مهرجان أعياد النصارى (الكريسمس) و (رأس السنة) وما يصاحب ذلك من اختلاط ومعازف .
7)- السرعة الجنونية بالسيارات وخوض (المطاردات) والتمرد على أنظمة المرور ورجال الأمن .
8)- الرطانة بالكلمات الأجنبية والتفاخر بها أمام الناطقين بالعربية الخُلص .
9)- تربية الكلاب والإنفاق عليها والترفيه عنها .
وقد وجد شاب عند أحد الشواطئ قد لبس ثياباً مشققة الأطراف ولف حوله سلسلة حديدية اتصلت بكلبين يسيران معه، وهو منظر غريب لا يُعرف بين أبناء المسلمين ولكن هكذا يفعل التقليد !
10)- العبث في الإجازات .
فإن كان الشباب الغربي المنحرف يعتبرون (العطلة الأسبوعية) فرصة للتحرر من كل القيود والمسئوليات فإن من الشباب المسلم من جعل هذه (العطلة) مرتعاً لإضاعة الأموال والأوقات والأخلاق جميعاً (مثلاً بمثل وسواءً بسواء) .
·  فإذا طوينا هذه الصفحة من مظاهر التقليد المخالفة لأمر الله فلنلفت النظر قبل طيها إلى أننا لا نبكي لمعاصي فردية تقع من هذا أو ذاك، إنما نميط اللثام عن حقيقة مخيفة وهي أن هذه المظاهر يُجاهر بها وسوف تشيع بين الشباب إن لم يتحرك الناصحون ويقوموا بواجب الأخوة لهم .
 * هل "التقليد" مسألة شخصية؟
يقول بعضهم: (ما الذي يمنع من إتباع الموضة غربية كانت أم شرقية؟.. إن مسألة اللباس مسألة شخصية ولنا الحرية المطلقة في أن نلبس ما نريد ونخلع مالا نريد!)
وهذا القول منهم خلاصته أن المعيار في لبس لباس ما إنما هو الذوق الشخصي، وعليه فما استحسنه الذوق فهو الحسن المباح وما استقبحه فهو القبيح المستهجن
ويجاب على ذلك بالتأكيد على ما يلي :
* إتباع الموضة الغربية يعتبر تقليداً لأهلها الكافرين.
والشريعة جاءت بالنهي عن تقليد الكافرين فيما هو من شعارهم، ومن ذلك لباسهم الذي تميزوا به عن غيرهم، وكذا ما تفردوا به من الزينة فعرفوا بها، فحريٌ بالشباب المسلم وهم يؤمنون بالله ورسوله أن يتأملوا النصوص القرآنية التي تنهى عن (التقليد) للكافرين، وأن يتعرفوا على الأحاديث النبوية التي زجرت عن مشابهة غير المسلمين، ومن ذلك :
1- قال تعالى: ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل ...) .
2- وقال تعالى: ( ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك) المائدة 49 .
3- وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من تشبه بغيرنا) رواه الترمذي .
4- وقال صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود .
5- وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من عمل بسُنة غيرنا) رواه الديلمي وحسنه الألباني .

وهذه الأدلة المتكاثرة دليل على تحريم مشابهة الكافرين وتقليدهم فيما يسمونه (موضة)، وهو مانع يكفي في التزام الشباب المسلم بعدم إتباع (صيحات الموضة) غربيةً كانت أم شرقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق