السبت، 9 يوليو 2016

مكالمات الجوال في الحمام!.

لا يعدو جهاز (الجوال) عن كونه تقنية حديثة تسهل الاتصال , ولكن استعمال الناس له بشغف جعله يحمل معاني أُخرى تتجاوز ذلك , منها ما ذكره عدد من المتخصصين في علم النفس من أن الجوال صار مهرباً للإنسان من وحشته من الخلوة بنفسه!!  فالذي لا يريد التفكير بسوء حاله , يهرب من ذلك إلى الآخر من خلال الجوال , وهكذا قالوا: أن بعض من يشعرون بضعف التقدير لأنفسهم يجدون في اتصال الغير عليهم -من خلال الجوال - رفعاً لقدر الذات وبياناً لأهميتها , فالواحد منهم يفهم أنه ما كان ليتصل به الآخر إلا لأنه مهم !!.
* مكالمات في الحمام!.
حصل أحد الشباب على جهاز ( الجوال ) من والده لا لتفوقه أو لحسن طاعته , ولكن ليحدد أبوه مكان ابنه في أي ساعة من ليل أو نهار!!.
يقول هذا الشاب: وصار هذا ( الجوال ) قضيتي الكبرى . فحديثي مع الأصدقاء عنه وعن موديلاته , وآخر صيحاته.. وكل فكري منه وإليه, ولكن في لحظة مفاجئة دخل عالمي من خلال هذا الجوال فتاة لعوب تلاعبت بقلبي الغافل وصرت مع الأيام أتلهف لمكالماتها حتى أنني أُدخل جهاز الجوال معي في الحمام !! مشغولاً بكلامها حتى وأنا أقضي حاجتي!!.
ويُذكر عن بعض الفتيات المغرر بهن أنهن يذهبن إلى حمام المدرسة وتتصل الواحدة منهن على فارس الأحلام وهي واقفة على بلاط الحمام !!.
انتشار أجهزة الجوال بين أيدي الأبناء والبنات بلا حاجة سيجر العائلات إلى مشكلات هم في غنية عنها  , ويكفي في ذلك : شيوع العلاقات المحرمة بين الجنسين حتى قيل أنه لا تكاد تحصل (قضية لا أخلاقية) إلا وتجد هاتف الجوال في أول الأمر أو وسطه أو أخره.., وهكذا تشتيت الاهتمامات لدى الأبناء والبنات فبدلاً من تركيزهم على علاقات محدودة ومقبولة تتوسع الصداقات وتكثر المكالمات ويقترن بذلك من المفاسد الشيء الكثير على الوضع العائلي والدراسي والنفسي .

يضاف إلى ما ذكرت الاستنزاف المالي الذي يحرج رب الأسرة بل ويثقله أحياناً بالديون.وقد يصعب على الأم أن لا تلبي طلب ابنها أو بنتها ولكن على الأب أن يكون حازماً في تقدير من يستحق جهاز ( الجوال) ممن لا يستحق, وعلى الوالدين  تربية الأبناء على تحمل مسئولية استخدام هذه التقنية أخلاقياً ومالياً , ومن نزع الثقة عن نفسه فلا لوم إلا عليه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق