الواقع يشهد أن منتهى السعادة لدى بعض الشباب هو شهوة الفرج ولذا
هؤلاء لا يبحثون إلا عن القنوات الإباحية والمواقع الخليعة ولايسافرون إلا لأماكن
الزنا والخنا ولا يتحدثون إلا بوصف النساء والتغزل بأجسادهن .. وخلاصة حالهم أن
السعادة هي إتيان الشهوة بأي صورة كانت !!
ومن كانت هذه حاله
فحرئٌ أن يتذكر أموراً عديدة حول عاقبة الفواحش منها :
أولاً : أنسيت الله ؟؟
الشاب
المسلم يعلم أن الله أباح له ما يكفيه من لذة وسرور ، وحرم عليه لذات تفسد عقله
ودينه وماله ونسبه وشرفه . وبذلك يختلف المسلم في اتيان لذته عن الكافر المسعور
بشهواته .
والمتأمل
للآيات القرآنية يلحظ تأكيد الشرع على تحريم الفواحش وإن كانت تحمل سعادة ولذة
مؤقتة .. ومن ذلك:
·
تحريم
الزنا : قال تعالى) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ( .
·
تحريم
اللواط : قال تعالى) وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً
وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ( .
·
تحريم
العادة السيئة : قال تعالى) قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .. [ إلى أن قال ] وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (
·
تحريم
النظر إلى الصور المحرمة : قال تعالى) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ (وقال النبي عليه الصلاة والسلام :" لاتتبع
النظرة النظرة ".
ثانياُ : الفواحش وأمراض
الأبدان .
ذكر
أحدهم قصة شاب وقع في الزنا في بلاد بعيدة وحينما استيقظ من نشوته وجد أن المرأة
البغي قـد هربت منه وكتبت على المرآة في تلك الغرفة عبارة :" مرحباً بك عضواً
جديداً في نادي الإيدز " . عندها جُن جنونه واظلمت الدنيا بين عينيه ، وبكى
بكاءاً مّراً ، أفاق بعدها من سعادته الوهمية إلى بحث عن العلاج ، وبعد حين ظهرت
البقع في جسمه وهزل جسده وانفضح أمره وشاع خبره . حينها بكى وبكى حتى جف دمعه ..
يبكي بدمع
ساكبٍ هفواتـهِ
والليل في جلبابـهِ مُتبرقـع
ندماً على ما كان من عصيانه
ملِكاً تذلٌّ له الملوك و تخضعُ
ذهبت اللذات وبقيت الحسرات ، ذهبت الشهوات وتتابعت الزفرات فايُّ
سعادة هذه ؟
ثالثاً : اعتراف ونــدم
قال
أحد الشباب :" في يوم من أواخر أيام شهر شعبان أشار عليّ أحد الأصدقاء بأن
نسافر إلى دولة تسمح بالفجور والخمور ، وقد عرض علي تذكرة وإقامة مجانية معه "
قال :" ففرحت بذلك العرض وحزمت حقائبي وغادرنا إلى تلك الدولة وعشنا فيها
إنحلالاً لم نعشه من قبل !! وفي ليلة
حمراء ، اجتمعت أنا وصديقي في أحد أماكن الفجور ، وشربنا المسكر حتى فقدنا عقولنا
، بعدها خرجنا نترنح ورأيت من صديقي الإعياء الشديد ، حملته إلى الفندق وطلبت
طبيباً وفي أثناء ذلك صار صديقي يتقيأ دماً ، وبعد أيام رجعنا إلى أهلينا وصاحبي
بدأت تتدهور صحته وبعد أربعة أيام ذهبت لزيارته في المستشفى فإذا به قد توفاه الله
بسبب نزيف داخلي عنيف "" .
قال
:" لقد مات صاحبي فبكيت وخرجت وأنا أتخيل أنني ذلك الانسان الذي ضاعت حياته
من أجل نزوة شهوانية وسعادة تنتهي إلى شقاء .. عندها شهقت بالبكاء وتبت إلى الله
واستقبلت رمضان بعبادة وقيام واعتكاف وقراءة القرآن ، وقد خرجت من حياة الفسق
والمجون إلى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار " .
رابعاً : أنسيت الآخـرة
قال
النبي عليه الصلاة والسلام :" رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى
أرض مقدسة .. فانطلقنا على التنور ، فإذا فيه لغط وأصوات قال : فانطلقنا فيه فإذا
فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم اللهب صرخوا
" فسأل عنهم فقيل " الزناة والزواني " رواه البخاري بتمامه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق