السبت، 9 يوليو 2016

عنف الأفلام أم عنف الأقلام!.

رأيت مؤخراً أكثر من مكتبة ثقافية تجارية تجمع تحت سقف واحد ما خطته الأقلام من كتب مع ما أنتجته هوليوود من أفلام , وحقيقة لم استوعب علاقة هذه الأفلام بحصاد تلك الأقلام , ولا يقول لي قائل أن ما تتضمنه هذه الأفلام من كوميدي و رومنسية وإثارة وعنف أنها ثقافة!!.
في الأول اكتسحت كتب الطبخ المكتبات ثم مجلات الأزياء وأسرار ألعاب  ( البلاي ستيشن ) وبلعنا ( الريق ) وقلنا ثقافة!, فإذا بهذه المكتبات تحتضن الأفلام وأسطوانات الأغاني وتزاحم بها الكتب في مقرها ومستودعها!!. 
أما يكفي أن الناس تجاهلوا الكتب النافعة بسبب الفضائيات , حتى نزيد الطين بله فنجمع بين الأفلام والكتب في معرض واحد!..هذه ملاحظتي الأولى.
الثانية , ألقيت نظرة على أغلفة أفلام الفيديو المعروضة للبيع في إحدى المكتبات, فإذا بكثير منها يبرز صور التفجيرات والرشاشات و مشاهد العنف وشلالات الدماء !!.

أليست هذه ثقافة العنف التي نخشى على شبابنا منها , إنه من المهم أن نحذر من الكتب التي يروجها الثوريون والتكفيريون والإرهابيون, ولكن لماذا غض الطرف عن هذا الكم الهائل من أفلام العنف والتي تخاطب عقول الناشئة بالصوت والصورة إضافة لحبكة القصة؟؟. يبقى السؤال الشائك : هل فعلاً يتأثر الشباب بمضمون هذه الأفلام أم هي لمجرد المتعة؟؟ المتخصصون يميلون إلى أن المشاهدين يتأثرون سلبياً بحسب أعمارهم , وفي هذا المعنى يؤكد العالم الألماني (مارتن) ( أن أطفال اليوم ليسوا مشاهدي فقط لهذه ألأفلام ..فهم يعيشون الحدث ويشاركون فيه ويتأثرون بالتجربة تأثراً واقعياً حياً ..), ويقول الطبيب النفسي ( ستيفن بانا ) : ( إذا كان السجن هو جامعة الجريمة فإن التلفزيون هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث ) .بقي أن نعلم أنه قبل فترة تم السطو على بنك في دولة خليجية وبطريقة محكمة إلا أنه بعد حين تم القبض على السارقين فإذا بهم يعترفون أنهم أخذوا الخطة الجهنمية من فلم غربي شاهدوه!, هذا واقع وما خفي كان أعظم.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق