اتفق
ثلاثة من الشباب على خوض غمار التجارة, وبعد دراسة لرأسمالهم وأوضاع السوق, قرروا
شراء شحنة من البطيخ ثم بيعها بالحبة والرزق على الله, وفي صباح الغد خرجوا إلى
السوق بالسيارة ( الوانيت ) المتهالكة,
ونفضوا جيوبهم بشراء شحنة من البطيخ , انطلقوا بهذه السيارة وقد ارتفعت مقدمتها
واعوجت مؤخرتها لِثقل البطيخ على ظهرها ,المهم أن هؤلاء الثلاثة استبشروا بدخولهم
عالم التجارة بعيداً عن فقر الطلبة, وصار حوارهم عن الطرق الحديثة في تسويق البطيخ
والأساليب الذكية في إقناع الزبائن , وأثناء الطريق حمي الوطيس وعلت الأصوات
واختلفوا في : من أين نبدأ البيع؟ ومن حماس السائق منهم نسي أن أمامه تقاطع مع
طريق رئيسي فلم دخله إذا بشاحنة مسرعة مقبلة عليهم فانحرف هذا السائق بسيارته فلم
ينتبه إلا وقد اصطدموا بجدار أمامهم وإذا بالبطيخ يتطاير, عشرات منها كسرت زجاج
سيارتهم الخلفي وانهالت على هؤلاء الثلاثة كالشهب , والباقي من البطيخ تفرق في
الشارع وتناثر فعجنته السيارات في ذهابها وإيابها , ودخل الثلاثة في غيبوبة و
أفاقوا منها بعد حين وإذا بالبطيخ قد تحطم ومعه تحطمت أحلامهم , وعلموا أنهم قد
خرجوا من عالم التجارة قبل أن يدخلوه.
هذه الحادثة تشبه حالة المستثمرين في الأسهم
فهم يجمعون كل ما يملكون ثم يجازفون في شراء أسهم كالبطيخ لا يدرون ما بداخلها وما
مستقبلها , ومع هذا وذاك لا يدرون متى يبيعونها ؟ , الإشاعات تلعب بهم وتفسير
الأحلام يوجههم والتحليلات لا تزيدهم إلا تخبطاً, ومع نشوة الفرح إذا بـ(هامور )
كالشاحنة يمر فيدوسهم هم وأسهمهم لا يجدون للفرار منه سبيلا! كيف النجاة والمضاربون الكبار ( الهوامير )
يرفعون أسهم الشركات الفاشلة ويخفضون أسهم الشركات الناجحة والمؤشرات بين الأخضر
والأحمر ترفع أقواماً وتضع آخرين!.وتداول الأسهم في كل لحظة لا تدري أيضع رجلك على
عتبة القصر أم على حافة القبر.
( مضاربات) كالبحر الزاخر تصطخب أمواجه, فما
يدريك إن كان يحمل في جوفه الدرّ والجوهر أم الموت الأحمر!
أقول : بلا أسهم بلا بطيخ !مادمتم لا تجيدون
قواعد اللعبة ولا تحذرون من شِراك المخادعين.
· أسرار
البطيخ والأسهم..
أما البطيخ فلا يكاد يتفق أحد على معرفة أسراره
فكبير الحجم قد يكون غير ناضج وصغيره قد يكون كذلك والعكس صحيح, بالعربي ,أنت وحظك
!!.
وأما الأسهم فخذ العلم من أهله , ( بيتر لينش )
أحد كبار البارزين في إدارة الأسهم استطاع أن يرفع أرباح صندوق الاستثمار من 22.2
مليون دولار إلى 14 مليار دولار خلال 13 سنة فقط, يذكر السر المهم في نجاحه وخلاصة
تجربته, يقول : ( ينبغي على المستثمرين
التعامل فقط مع الشركات التي يمكنهم فهم نشاطاتها وحذر من أنه من غير المنطقي شراء
سهم بسعر متصاعد إلا إذا كان يمكن تبرير هذا الأمر كأن تكون الشركة تمتعت بنمو
سريع في مكاسبها خلال عدة سنوات...), وأوصى بالصبر وقال : ( كل ما تحتاج إليه هو
صفقة جيدة واحدة كل خمس أو ست سنوات , وليس كل خمسة أو ستة أيام ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق