أطال
المؤلفان ( هانس – بيترمارتين و وهارالد شومان ) في كتاب ( فخ العولمة ) في
استعراض مفاسد العولمة الغربية ( في 419 صفحة ) ووصفاها بأنها اعتداء على
الديموقراطية والرفاهية, وفي ( سطور )
سنأتي على مقتطفات مهمة تهم القارئ في المجتمع المسلم , نقلناها عن النسخة
المترجمة ضمن سلسلة عالم المعرفة .
1) بداية نهاية " العولمة " .
( إن ثمة جهوداً خارقة تبذل لكي يتخذ العالم
صورة واحدة , ولا ريب في أن المحصلة النهائية لمثل هذا التطور ستكون في المجال
الثقافي سيادة الصراخ والزعيق الأمريكي بمفرده في العالم أجمع ...
ولكن ومع هذا ثمة ما يخفف من الحزن من هذا المشهد
المروع , فقد لاحت في الأفق بدايات تبشر بأن البعض قد أخذ ينتابه القرف من هذا
الزعيق الذي
صار يعم كل شيء , وبدأ يفضل الهدوء وما ينطوي
عليه من نشاط وتحفيز )
2) أثرياء
الغرب يسيطرون على العالم.
تقوم العولمة
الاقتصادية على نقل الأموال من البلدان الغنية برأس المال إلى المناطق الغنية
بالفرص الاستثمارية , الأمر الذي يحقق للمدخرين تحقيق أكبر ما يمكن جنيه من عائد .
قال صاحبا كتاب ( فخ
العولمة : ( إن هذا الأمل ليس مضللاً فحسب , بل هو خطر أيضاً , فثرثرة من هذا
القبيل تحجب النظر عما ينطوي عليه هذا الأمل من مخاطر سياسية فكلما كانت الدول
أكثر خضوعاً لإدارة المستثمرين , تعين أكثر على الحكومات ودونما هوادة ومبالاة
محاباة فئة تتمتع بالامتيازات أساساً , أعني الفئة المالكة للثروات المالية ).
ومن نتائج ذلك :
1-
تقويض سيادة الأمم .
2-
تغدو الحكومات سهلة التعرض للابتزاز.
3-
هروب أصحاب الأموال عن القيام بمسئولياتهم .
3) الإعلام
الغربي ودوره في تعميق العولمة الغربية.
* ذكر المؤلفان : أن
شباباً في وسط قرية صغيرة في وسط الصين يتحدثون عن جمال فتاة في مسلسل أمريكي
مشهور .
* وتجار الخشب هناك يقدمون الرشاوي أشرطة فيديو
تتضمن أفلام هوليوود . وفي سفوح جبال الهملايا أصبح عدد من المواطنين يفتخرون بلبس
الجاكيت ذي الجلد الأمريكي ويتباهون بمتاجرة الأفلام الأمريكية .
* وفي ايران نفسها
أصبحت الروك الأمريكية أشهر موسيقى لدى المراهقين من أبناء الطبقة الوسطى ...
ولماذا تفوقت
مؤسسات الإنتاج الأمريكية على غيرها ؟
هناك أسباب عديدة
ساعدت على هذا التفوق والشيوع , ومنها :
1-
تنوع
الإنتاج الإعلامي لهذه المؤسسات كشركة ديزني وغيرها .
2-
الحرية
المتوفرة لهذه المؤسسات, يقول أحد تجار الإنتاج في هوليوود : ( كنتيجة للحرية
الواسعة المتاحة أمام كل من يريد الابتكار ...)
3-
أن
شركات هوليوود الأمريكية تلعب على وتر السهل والسريع والبسيط وهذا يتلاءم مع لهو
الشعوب وخمولها .
قال صاحبا كتاب ( فخ
العولمة ) : ( ما تبثه هذه المؤسسات من صور هو الذي يدغدغ الأحلام , والأحلام هي
التي تحدد الأفعال )
4) سقوط أرض
انطلاقة العولمة.
ليس هناك مكان آخر
يبدو فيه التدهور واضحاً للعيان كما هو في الموطن الأصلي للثورة الرأسمالية
المضادة : الولايات المتحدة الأمريكية .
* ففي ولاية
كاليفورنيا فاق الإنفاق على السجون مجموع ميزانية التعليم .
* وهناك 28 مليون
مواطناً أمريكي في هلع قد حصنوا أنفسهم من اللصوص
في أبنية وأحياء سكنية محروسة
* يبلغ استهلاك
الأمريكيين للكوكايين ما نسبته 50% من كوكايين العالم .
* في أمريكا أعلى
نسبة لقطاء عن أي منطقة في العالم .
5) سقوط أرض
انطلاقة العولمة.
وضع المؤرخ الأمريكي
بول كيندي الذي أُشتهر بكتابه ( قيام وسقوط الإمبراطوريات ) قانوناً لسقوط الدول
المُهيمنة عالمياً من هذا المركز ,وهو : ( أن الدول العظمى تبدأ بالانسحاب من
دورها العالمي عندما يشرع متوسط الدخل الفردي في الداخل في الانخفاض بسبب نفقات
الاحتفاظ بهذا الدور ) ويقرر هذا المؤرخ أن الولايات المتحدة دخلت هذا الطور بدليل
اتجاهها المتسارع لخفض معوناتها الاقتصادية للدول الأجنبية , وبحثها المتزايد عن
شركاء إقليميين في عمليات حفظ السلام في مناطق العالم المختلفة وحثها كل من
اليابان وألمانيا على زيادة المخصصات المالية للأغراض العسكرية لمساعدتها في دور
رجل الشرطة العالمي ...) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق