الاثنين، 11 يوليو 2016

متى تقطع الحوار ؟

في كثير من الحالات تجد أن من الحكمة قطع الحوار .. وذلك لأسباب عديدة منها :
1) عند اتجاه الحوار إلى دفاع الآخر عن نفسه ، وظنه أن ما تتحدث عنه هو رأي ناقد لشخصه مغلف بهالة فكرة ، أو موضوع يناقش ويقال بإيقاف الحوار هنا خوفاً من تصدعِ العلاقةِ الشخصية بين المتحاورين بسبب الظن الخاطئ .  
2) عند اتجاه الحوار إلى محاولة من الآخر لتسفيه رأيك بأي صورة كانت وكأن الأمر انقلب إلى مغالبة ومصارعة كلامية ومن أمثلة ذلك أن تتحدث عن حكم شرعي في مسألة معينة وجهل الناس بها فيرد عليك الآخر ( في محاولة لتغطية جهله بهذه المسألة ) بكلام عام فيقول أنتم أيها الحنابلة تظنون أن الحق لايوجد إلا عندكم !! وظاهر أن هذا الرد لاعلاقة لـه بكلامك وإنما هو محاولة للتسفيه .. ومن ذلك أيضاً أن تتكلم عن توبة بعض الشباب من خلال المخيمات الدعوية فيرد الآخر بكلام عام أن هذه المخيمات أغلبها لـه مقاصد تجارية يعود ربحها للشركات التي تقوم برعايتها إعلامياً .. وهذا الرد ظاهر أنه لاعلاقة لـه بكلامك وإنما هو محاولة للحط من ثمرة هذه المخيمات وأسلوب لتهميش ماذكرت وجعله في المؤخرة ..
3) عند اتجاه الحوار إلى طريق مسدود .. كأن يكون الآخر متحفظ من الدخول في نقاش الموضوع المطروح ، أو تكتشف أنه يجهل تماماً أطراف الموضوع الذي ترغب بالحوار عنه ولذلك لايستطيع أن يتفق معك أو يخالفك .
4) عند اتجاه الحوار إلى كشف أسرار شخصية لا يحسن ذكرها كأن يتحدث المرء عن كثرة المشكلات الزوجية ، فيجد أن الآخر لم يتماسك عن كشف مشكلاته الشخصية مع زوجته وأهلها وذلك أمام الملاء فحرصاً على الحفاظ على سرية حياته الزوجية وعدم تناقل ذلك على الألسن يُقطع الحوار لهذه المصلحة الراجحة ..
5) عند اتجاه الحوار إلى طريقة ( الأعلى إلى الأسفل ) فكلما تحدثت عن موضوع رد عليك الآخر بتوجيه فينبغي فعل كذا ، ويُعتمد المطالبة بكذا ، والصواب الذي نراه كذا ، وهذا غالباً ما يحدث عند الحوار في مجلس عام مع آخرين هم مدراء أو قضاة أو أغنياء اعتادوا توجيه الموظفين تحتهم أو المراجعين لهم .

6) عند اتجاه الحوار إلى فوضى كلامية ، فكلما تحدثت عن موضوع خرج الآخر منه إلى موضوع غيره ، ثم إلى موضوع آخر في كلام مبعثر لا رابط بين أصوله ، وإيقاف الحوار هنا مطلوب لأن الفوضى الكلامية سلسلة لا تنتهي  فضلاً عن أن الجدوى منها هزيلة لا تتناسب مع الكم الهائل من الثرثرة والكلام الهراء . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق