الخميس، 7 يوليو 2016

هل السعادة في الغناء والطرب ؟

فكم من شاب يظن أن السعادة بالطرب وسماع الأغاني ؟ وكم من شاب يظن أن أسعد السعداء هو المطرب الفلاني أو المغنية فلانة ؟
    ولعل أحد أسباب ذلك أنك في لقاءات عديدة مع المغنيين تجد الواحد منهم يقول : لقد اكتشفت نفسي فإذا بي أغرد بصوت حسن ثم شجعني الاصدقاء وتفتحت لي أبواب المهرجانات الغنائية وتكاثر المعجبون وزاد التصفيق والهتاف !!
    وحين يسمع بعض الشباب كلام هؤلاء يقولون : ياليت لنا مثل ما أُوتي هذا المغني وذاك .. وهكذا انخدعوا بالاضواء والصور والابتسامات !!
ولمن ظن أن الغناء طريق السعادة وأن المغنيين هم السعداء نهدي لـه هذا الاعترافات الصريحة لبعض المطربين المشهورين :
·   يقول أحد الدعاة :" إلتقيت بأحد المغنيين وقد عجبت لمّا رأيت في رأسه شعرات بيضاء وهو مازال في مقتبل العمر ، فقلت له : لماذا أنت قد ظهر في رأسك الشيب مع صغر سنك ؟ فقال المطرب : أقولها لك بصراحة : لقد ذهبت إلى الأطباء وسألتهم عن ذلك .. فكان جوابهم أن قالوا لي : إنك تواجه مشكلة نفسية وفي وضع قلق وعدم ارتياح .. أنت غير مقتنع بالوضع الذي أنت فيه.. " ثم قال هنا المطرب :" ياأخي بصراحة أنا غير مقتنع أنني خلقت لأكون مغنياً ولا لئن أصدع بكلمات الغزل أمام الناس فيطربون لها ويصفقون ، أشعر أنني خلقت لغير ذلك .. " عندها قال لـه الداعية :" ما دمت غير سعيد بذلك فما الذي جاء بك إلى هذا المجال ؟"قال :" لقد غفل عني والدي – رحمه الله – ولم يهتم بي ولم أرى منه نصيحة أو إرشاداً ..فمرت بي الأيام ودخلت في عالم الغناء ووجدت نفسي محُاطاً بصداقات وعلاقات وارتباطات وشهرة وسمعة .."ثم قال المطرب بلسان حزين:"لو أنني أدركت الأمر منذ البداية لرأيت غير ذلك... " .
·   ومطرب آخر أشتهر على مستوى دول الخليج والدول العربية قال في لقاء صحفي في جريدة محلية :" لو كان الأمر بيدي لتركت الغناء والفن منذ زمن طويل وكثيراً ما فكرت في الاعتزال تماماً ، فأنا شخصياً لا أحب الغناء ".
·        وقال آخر في لقاء مع مجلة وافدة :" نصيحتي لهم ألا يغرقوا أنفسهم بالغناء ..فلا يمكن أن تكون حياتنا كلها غناء " .
·   وممن ذاع صيته عالمياً المغني " كات ستيفن " ، كانت تباع لـه الاسطوانات بالملايين ، وجماهيره حشود هائلة ، والصحف لاتنقطع عن كيل المديح لـه وعرض صوره قائماً وقاعداً وعلى جنبه .
ومع ذلك يعترف في لقاء صحفي أنه كان يبقى الليالي يبكي من ضيقة في نفسه ، وكان يعلم أن الغناء والطرب ليسا سبيل السعادة فقرر اعتزال الغناء فكان لـه ذلك ، ثم شرح الله صدره للإسلام وسمى نفسه " يوسف إسلام " وافتتح المدارس الإسلامية الكبرى في بريطانيا .. وهكذا بعد أن كان مُغنياً لا رسالة له، صار داعية كبيراً من أنصار الله ورسوله.

·   وقـفـة أخيرة : لقد بين العلماء أن الغناء والطرب سعادة ولذة مؤقتة لكنهم قالوا إنها تفسد قلب المؤمن وتعكر عليه مزاجه وتنفره من القرآن ، ولذا أغلب من يعشق الأغاني تجده يهجر القرآن وينفر من مجالس الوعظ ولذا قرروا أن قلب المؤمن لا يجتمع فيه مزامير الشيطان وكلام الرحمن .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق