الاثنين، 11 يوليو 2016

مفاسد ( الإنترنت ) على الشباب .

كما أن فوائد الإنترنت لا تعد ولاتحصى فإن مضاره لا تعد ولا تحصى كذلك ، وكما أن علماء الغرب قالوا عنه: إنه أعظم اختراع في القرن العشرين فإن هذا لا ينفي  كونه أعظم وسيلة للإفساد في هذا القرن ، وإن  المتأمل لواقع الشباب بعدما خاضوا في بحار (الإنترنت) ليجد مفاسد عديدة ظهرت على أفواج منهم ممن لم يحسن استخدام هذه الوسيلة ومن هذه المفاسد مايلي :
1) ضياع الأوقات :
% بحسب دراسة لجمعية السيكولوجين الأميريكان عام 97م وجد أن من ليس لديهم وظائف دائمة يقضون أمام شبكة الإنترنت ما معدله 39 ساعة أسبوعياً .
% وفي إستبانه وزعت في (مقاهي الإنترنت) في دولة خليجية وجد أن 68% من مرتادي هذه المقاهي يقضون أكثر من 3 ساعات يومياً على الإنترنت.
% ومنهم من يزيد على 10 ساعات.
 * ويُذكر أن أحد الزبائن في مقهى الإنترنت يجلس 16 ساعة يومياً على الرغم أنه موظف يذهب إلى الدوام الوظيفي  للتوقيع وتوزيع الابتسامات فقط !!
يقول صاحب المقهى :  (( يجلس معنا في المقهى من الظهيرة إلى صباح اليوم التالي وفيم يضيع وقته .. يتابع ويشارك في المحادثة فقط .
* وقال صاحب مقهى انترنت : (( من أغرب الأمور ولعلك لا تصدقها .. لدينا زبزن لا يذهب إلى المنزل إلا ساعة واحدة فقط يومياً ويقضي يومه بالكامل أمام الإنترنت ويتراوح عمره بين 29-32سنة ، ويقضي معظم الوقت في المحادثة )) .
2) التعرف على صحبة السوء .
الصداقة عبر الإنترنت مثل الصداقة العادية سلاح ذو حدين فالبعض يستخدمها بصورة طبيعية بريئة ومنهم من يستخدمها بصورة سيئة خبيثة ، والواقع يشهد أن العلاقة بين الجنسين والتي تتولد عبر الانترنت قد تتطور إلى أمور خطيرة يصعب السيطرة عليها ، ومن الحوادث في هذا الجانب ما نقلته وسائل الإعلام ، ومن ذلك :-
1- فتاة تنتحر بعد دردشة مع غريب !
تسبب شاب عابث في انتحار فتاة بعد أن خدعها وشجعها على الوقوع في الفاحشة ، فمن خلال الإنترنت اتصل بها مراراً وأغواها واقتنعت بكلامه وفي بلادها كانت المأساة فتفطرت كبدها ندما ولضعف إيمانها لم تجد مفراً من خطيئتها إلا بمحاولة الإنتحار ..
% فهل يعلم هذا الشاب العابث فداحة ما عمل ؟
% هل يدرك أنه ضيع تلك الفتاة الغافلة وتسبب في هتك عرضها ؟
% كيف يطيب له المنام وهو السبب الأول في قتل نفس بغير حق ؟
2- شاب ينقلب على عقبه !
شاب صالح يحافظ على الصلوات جماعة ويُقبلُ على أعمال الخير ويُشغل وقته بذلك ، وشارك في شبكة الانترنت كوسيلة معلوماتية ثم تمر الأيام فإذا به يدخل مضماراً (( غرفة الدردشة )) ، ومن باب الفضول تعرف على شباب سوء أدركوا غفلته وطيب قلبه فأخذوا بيده إلى صور ماجنة وكلام بذيء فأهمل الصلوات ثم أنتهى به الأمر إلى ترك بعضها بل انقلب على عقبيه – العياذ بالله - + رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ "{ (8) سورة آل عمران} .
3- شاب يقع في شراك الإبتزاز !
شاب دخل في عالم الإنترنت لقضاء الوقت في الدردشة مع الآخرين ولم يكن يريد أكثر من المتعة ، وبعد حين تعرف على متحدث أظهر الإعجاب وصدق الصحبة ثم طلب من هذا الشاب صورته وحقيقة إسمه ثم أنتهى الأمر إلى ابتزازه وتهديده وكم توعده ذلك المجرم بأن يركب صورته على صور ماجنة ويشيعها على مواقع الإنترنت إن لم يستجيب لطلباته الخسيسة .


3) الإصابة بالأمراض النفسية .
* بحسب دراسة لجمعية السيكولوجين الأمريكان عام 97م وجد أن 10% من مستخدمي ( الانترنت ) هم من المدمنين وهذا يعني أنهم مصابون بالاكتئاب وبحب الانطواء والعزلة عن الآخرين ويعيشون تعلقاً قلبياً مع عالم الأوهام والخيال من خلال محادثتهم لكثير ممن لا يعرفون أشخاصهم ولا صورهم الحقيقة ، وللحاجة الماسة لعلاج هؤلاء المدمنين قامت جمعية مساعدة         (( مدمني الإنترنت )) ومقرها المانيا بجهود عديدة في سبيل إعادة هؤلاء إلى حياتهم الأسرية الطبيعية وإعداد دورات لهم لبيان الطريقة الصحيحة في استخدام (( الإنترنت )) بحيث لا تؤثر على علامة الشخص بمن حوله وخصوصاً أسرته وعمله .
وقد نقلت وسائل الإعلام حادثة تلكم المرأة التي أقام عليها زوجها دعوى أمام المحكمة تتعلق بانعزالها عن أولادها تماماً بسبب الانترنت الذي أخذ جميع أوقاتها !
* ويقول المهندس أنور الحربي مدير تحرير مجلة (آفاق الانترنت) (( لقد أجرينا استبياناً على عينة تمثل 500 شخصاً من الذكور والإناث وأتضح لدينا أن هناك بالفعل بوادر نشوء مشكلة جديدة تسمى إدمان   الإنترنت)).
* وفي إستبانة وزعته مجلة سعودية أكد 40% من رواد المقاهي أن الإنترنت أثرت على علاقاتهم الاجتماعية وجعلتهم أكثر  انعزالاً من ذي قبل ..


4) الغرق في  أوحال الدعارة والفساد .
* ذكرت مجلة ((الفتيان)) العدد 12 فيما يتعلق بترويج سوق الدعارة من خلال شبكة الانترنت (( أن العصابات المنظمة أو المافيا لم تترك الآمر إلا وتدخلت فيه باستغلال سوق الدعارة والفتيات .. )) .
* وثبت أن من أساليب الشركات الإباحية في إغراء وغواية الشباب التفنن في تمويه المستخدم العربي والمسلم كأن تتخذ في بعض الاحيان أسماء مواقع تجارية عالمية وألفاظاً مضللة للإيقاع بالمستخدمين في شراك الرذيلة !! وعندها يدخل بعض المستخدمين على هذه المواقع الإباحية دون دراية بها ثم يأتي دور الشيطان يستدرج هؤلاء ويزين لهم المنكر فيزداد الأمر سوءاً وتتفاقم المُشكلة بذلك ..
% ومع أن مواقع الدعارة تُمنع في كثير من الدول المحافظة إلا أن اختراق (( الجدار الناري )) أو الوصول إلى هذه المواقع بطرق ملتوية صار أمراً ممكناً حتى لغير الخبير المتخصص ..
% ومن خلال مواقع الدعارة يقع الشباب على فتن عظيمة ومن النظر إلى :
1- مواقع الأجساد العارية أفلاماً أو صوراً .
2- مواقع الشذوذ الجنسي كاللواط واتيان البهائم والسحاق .
3- مواقع ممارسة الزنا والجنس .
% بالإضافة إلى مواقع الدعايات للمسكرات والمخدرات ، بل ظهر مؤخراً ما يسمى بـ (( المقامرة عبر الإنترنت )) وقد ذكرت صحيفة وافدة أن (( وارن يوجين )) من كندا افتتح كازينو مقامرة عبر الإنترنت سجله في جزر تيركس . ومع أن الصفحة الأولى تقول إنه ممنوع على من هم دون الثامنة عشر، لكنها لم تقل كيف ستنفذ هذا المنع )) .
5) التعرف على أساليب الإرهاب والتخريب .
فإن في شبكة الإنترنت العالمية مواقع عديدة في بيان :
* كيفية صناعة القنابل اليدوية .
* عشرات الطرق في كيفية الإنتحار .
* تنمية المهارات التخريبية ومنها كيفية نشر الفيروسات على أجهزة الآخرين وتدمير الذاكرات ، ووسائل الإتصال والتعاون مع المخربين مثل (  الهاكرز ) .
6) التعرض لدعوات التنصير والتهويد والمذاهب الهدامة
فالمستخدم للإنترنت قد يعرض نفسه لدعوات التنصير من خلال الدخول إلى مواقع ذات أسماء عامة ويمكن أن يتعرض للتنصير والتهويد من خلال الرسائل الكثيرة التي تدخل ضمن البريد الالكتروني .
% ففي مجال التنصير يقول الباحث الاجتماعي كريستوف فولف إن (( الكنائس والفرق الدينية اكتشفت في الانترنت وسيلة لنشر رسائلها )) .
وقد عثر (( كريستوف )) في آلة البحث (( آلتافيستا )) على أربعة ملايين مادة في الشبكة بمجرد بحثه عن مواقع تورد كلمة (( الرب )) واستنتج بعدها أنه (( ليس الجنس والاباحية هو ما يسود في الإنترنت ، وإنما العروض الكنسية )) .
وكمثال فإن بعض المواقع الكنسية الالمانية على الشبكة يرتاد الواحد منها يومياً أكثر من ألف شخص مما يعني أن عدد مرتاديه يصل في العام الواحد إلى نصف مليون مستخدماً )) . ويوجد مواقع نصرانية متخصصة للتشكيك بثوابت الاسلام باللغتين الانجليزية والعربية ومنها موقع (( نور الحياة )) المشهور .
% وفي مجال الدعوة إلى الديانة اليهودية يبرز من بين المواقع اليهودية موقع باسم هاغليل (( الجليل )) الذي يقدم خدمات متنوعة بالألمانية والانجليزية والعبرية . إضافة إلى ربط مباشر بالإذاعات الإسرائيلية ويقول مسؤولو الموقع إن عدد مرتاديه يبلغون 420 ألفا في الشهر الواحد .
% وأما المذاهب الهدامة الأُخرى فهي أكثر من أن تُحصى فهناك مواقع لأكثر المذاهب إنحرافاً كـ(( شهود يهوه )) و (( ساينتولوجي )) و (( عبدة الشيطان )) و (( منكري السنة النبوية تحت اسم : مدينة النور )) و موقع (( النبي يونس : هولندي يدعي النبوة )) وموقع  (( لويس فرخان : المسلمون السود في أمريكا )) وهناك موقع (( لأباطيل رشاد خليفة )) و (( الأحمدية )) و    (( القاديانية )) وغيرها الكثير ..
7) التجسس على الأسرار الشخصية .
فإن المتخصصين في برامج الإنترنت يؤكدون أن اختراق الجهاز الشخصي لكل مستخدم أمراً ليس بذاك الصعوبة.
يقول المهندس عبدالقادر الكاملي : (( تخترق خصوصيتك في الشبكة من جهتين :-
1- مزودك بخدمة الإتصال بإنترنت ( ISP ) وهو اختراق يمكن أن يكون شاملاً .
2-  المواقع التي تزورها ، ومنتديات الحوار التي تشارك فيها أياً كان نوعها ، وهو اختراق جزئي لنه خطر ، أحياناً )) .
ولذا قال أحدهم : (( إن الإنترنت لا تنسى .. فكل ما تخطه يداك على الشبكة يمكن أن يبقى إلى الأبد .. وربما يستخدم يوماً كسلاح ضدك )) .
وقد جرب (( لانس جولاندر )) في ولاية أوريجون الأمريكية برنامجاً للتجسس على زبائنه في شبكة الانترنت فأصيب بالذهول وقال (( خُيل لي أنني أراقب المستخدم من بين يديه ، ما جعلني أِعر بالغثيان لقدرتي على رؤية تلك التفاصيل الدقيقة )) .
وهناك ما يُسمى بـ ( الهاكرز أو كراكرز ) وهم مخترقو نظم الكمبيوتر عبر الشبكات منهم من هو من الفضوليين ومنهم من هو عميل لمنظمات خارجية يتجسس لحسابهم.   


8) إنهيار الحياة الزوجية .
في جريدة وافدة وتحت عنوان (( إدمان الشبكة العالمية يوسع العزلة الأسرية .. غزو (( الانترنت للمنازل يهدد الزوجات )) تكلم صاحب المقال عن مشاجرات ومشاحنات بين أزواج شباب مع زوجاتهم مع أنهم في شورهم الأسرية الأولى، واعترف هؤلاء الشباب أن انطلاقهم مع مئات المواقع صرفهم عن الجلوس مع زوجاتهم حتى وصل الأمر إلى ما وصل إلأيه ... )) .

وخاتمة ما ذُكر  أن بعض هؤلاء الشباب خسروا زوجاتهم وحصل الانفصال وانهارات حياتهم الزوجية بسبب عجزهم عن مفارقة (( شبكة الإنترنت )) وضعفهم عن إدارة اهتماماتهم ومع ذلك وقبله التساهل في النظرة المحرمة في مواقع الشبكة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق