في إحدى المدارس أقبل أحد الطلاب وكان معروفاً
بتدني الذكاء إضافة إلى الإهمال الدراسي المتكرر , وطلب من المرشد طلباً غريباً
..قال : تطلب منك أمي أن تجمع بقايا الأتربة من أقدام الطلاب في هذه المدرسة –
وكان عددهم بالمئات- !! فقال المرشد : عسى خير ؟؟ قال الطالب : بالأمس تعثرت ووقعت
على إحدى ركبتي ..ولما رأتني أمي أسير بخطوات عرجاء صاحت بي : عين ما صلت على
النبي!.
فتذكر المرشد أن هذه الأم تزعم دوماً أن رسوب
ابنها المتكرر إنما هو بسبب العين, فلا عجب أن يستعجل في مشيه ويقع وتعتبر أن ذلك
من عين استهدفته.
وهكذا بعض الناس يستخفون بأنظمة المرور ويقودون
سياراتهم بسرعة جنونية, ثم يقع لهم حوادث مرورية تطحن الحديد بزجاج النوافذ ثم
يخرجون متذمرين أن : حسبنا الله على من أصابنا بالعين!.
ونحن نعتقد أن العين الخبيثة لها سهام مسمومة
تؤثر على المعيون, وقد صح عن النبي× أنه قال
: ( العين حق ), وقيل أن يعقوب عليه السلام أمر أبناءه أن يدخلوا من أبواب
متفرقة خوفاً من العين , ولكن أن نرمي كل ما يصيبنا من مشكلات ومصائب أنها بسبب
العين هذه حيلة نفسية نخادع فيها أنفسنا من جهتين , أولها : أننا بذلك صرنا ضحية
لغيرنا وبه نتخلص من شعورنا بالتقصير لأننا نخفي الحقيقة, و إلا فنحن نستحق اللوم
والعتاب لأن لنا يد في حصول المشكلة.
وثانيها : أننا أيضاً نهرب بذلك عن البحث عن
حلول تجنبنا عدم تكرار هذه المشكلة .
ومثل هذه الحيلة تعليق أسباب المشكلة بكيد
الشيطان أو ظلم اسرائيل !! المهم لصقها بالغير.
ويعجبني في علاج هذه الحيل قول الدكتور فيليب
ماكجرو: ( يجب أن تعترف بأنك سبب في تلك
المشكلة وبأنك المسؤول عنها وعندها ستدرك أن حلول تلك المشاكل يكمن بداخلك ثم
تنطلق تركز جهودك لتغير نمط حياتك .).
يا أهل الكرب ويا من وقعتم في المشكلات, قبل بحثكم
عن أتربة الأقدام , أو لعن اسرائيل والشيطان ,ابحثوا في أنفسكم لماذا أنتم وليس
غيركم ؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق