الاثنين، 11 يوليو 2016

كيف تتخلصين من التوتر ؟

أيها الفتاة ، حتى لا تخوضي في وحلٍ عميق قعره، إليكِ ما يقرره المتخصصون في الصحة النفسية والنواحي التربوية.
أولاً : أنتِ محتاجة إلى أن تُزيلي توترك وقلقكِ باللجوء إلى الله  ..مهما كنت على معاصي من تبرجٍ أو سماع للمُحرمات إياك أن تبخلي على نفسك بالدعاء ..إياكِ أن تتركي مناجاة الله في الصلوات ..روحُكِ متعطشة لخالقها وباريها..( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ( أرحنا بالصلاة يا بلال) وإلا فكما قال تعالى:( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ...).
كلما وجدت فراغاً يعصف بروحك عليك بسماع القرآن وترديد الأذكار  ..
ثانياً: السكينة..السكينة.
في نفسكِ خير مهما كنت مشاغبة ومتمردة ،وفي نفسكِ شر مهما كنت فاضلة ومتدينة.. وعلى أية حال يجب أن تحافظي على السكينة والطمأنينة في نفسك..
-      لا تدخلي في أمرٍ يُشعركِ بالإثم.
-      لا تفعلي شيئاً يُعاتبكِ عليه الضمير.
-      تجنبي الأحلام الكئيبة المحزنة بقراءة أية الكرسي والطهارة قبل النوم.
-      لاتتخذي قرارات مهمة في حياتكِ في فترة اضطرابات الدورة الشهرية.
-  أكثري من التعوذ من الشيطان ومن وساوسه فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم وغايته الكبرى إدخال الحزن في قلب أيّ إنسانة تعبد الله .
-  تذكري : غيرُكِ فقدت والديها..غيرُكِ خسرت صحتها وجمالها..غيرُكِ لم تحتضنها جامعة ولم يدعمها عمل..غيرُكِ خسرت أموالها ..بينما أنتِ تتنعمين بنعم لا تُحصى، فانظري دائماً إلى من هنّ أدنى منكِ ولا تنظري إلى من هنّ أعلى وأغنى منكِ حتى لا تزدري نعمة الله عليكِ.
-      تجنبي متابعة الروايات المرعبة المكتوبة منها والمصورة .
-  لا تجالسي من لا همّ لهن إلا ذكر الحوادث والجرائم والفواحش والخسائر ولا تدمني متابعة الأخبار بشكل مبالغٍ فيه.
-      فكل ذلك مما يخرجكِ من سكينة القلب والنفس إلى التوتر والقلق.
ومن أسباب التوتر :
1-             الكراهية.
2-             الحقد والغضب والتحامل.
3-             الفكرة الشريرة.
4-             الخطأ وعدم مسامحة النفس.
ثالثاً: الأمان العائلي والصحبة القدوة .
إياك أن تنطوي عن والديكِ وتعتزلي أخواتكِ وإخوانك..مهما كان فيهم من نقص أو عدم تفهم فهم الأمان لكِ بعد الله..تمتعي بالجلوس معهم ..بادليهم المودة والمحبة..
ولا تتجاوزي الزميلات اللاتي يحملن صفة القدوة ولو في جانب من الجوانب .
-      هذه قدوة في دينها وحشمتها.
-      وهذه قدوة في جديتها وتعلمها.
-      وهذه قدوة في تعاملها وصدقها.
فالإنسانة إذا رافقت مثل هؤلاء  القدوات ستشعر بالأمان النفسي لأنها تركن إلى فتيات قويات.
 رابعاً: الإشباع الاجتماعي .
وساوس الشيطان وشرور الأنفس تتكاثر مع الفتاة التي  تنطوي على نفسها وتعتزل الأخريات.. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)..فلا بد من أن تستظلِ الفتاة تحت مظلة روح الجماعة  وعندها ستجد :
-      القبول منهم.
-      التقدير المتبادل.
-      الحُب والرعاية.
ومن ثمار ذلك عليها الشعور بأنها فرد من مجتمع وأنها ليست مهملة ..فلها قيمة..ولها انتماء.
خامساً: لماذا لا تثقين بنفسك؟ .
المشكلة ليست في أن الفتاة التي لا تثق بنفسها أنها تحطم نفسها فقط ،بل يجرها ذلك إلى عدم الثقة بالآخرين وشعورها دائماً أن الناس يحتقرونها فيزرع ذلك في نفسها الحقد على الزميلات وحسد القريبات والتذمر الذي لا طائل من ورائه.
ومن أسباب الثقة بالنفس:
-      القناعة بالموجود من جمال وقدرات.
-      عدم اليأس وبذل المحاولة بعد المحاولة للخروج من أي أزمة.
-      الرضا بالقضاء والقدر.
-      الاعتزاز بالأُنوثة بعيداً عن النظرة الجاهلية الأولى.
5 خطوات تساعدك على تطوير الثقة في نفسك :
1) فكري في نفسك دائماً أنك فتاة ناجحة ولا تنسي أبدا هذه المقولة: تستطيعين إذا وثقتي أنك تستطيعي، والمعنى: أنك لن تنجزي شيئاً إذا كنت واثقةً أنك قادرة على فعله.
فإن واجهتك عوائق ومشكلات فركزي على إتمام الإنجاز،ولا تشكي في قدراتك، وتوقعي النتائج الايجابية.
2) كوني أنت ذاتك، لا تحاولي تقليد الأخريات ولا تخافي من إنجازاتهن.. ولا تحكمي على إنجازاتك مقارنة بإنجازات الآخرين.. فيوماً ما ستكوني أنت الأفضل..كوني أنت القدوة في هذا الطريق..
3) أعرفي نفسك بقدر ما تستطيعين: ما هي مهاراتك وما هي مواهبك، ما تحبين وما تكرهين.
4) قومّي قواك وقدراتك الكامنة، وكوني واقعيةً بخصوص نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وحددي ما هي الجهود المطلوبة لتحسين نقاط الضعف.
5) احذفي حرف (اللا) من كلمة ( لا استطيع ) وكل ما تزعمين أنه ( صعب ) قولي ( بل يمكن تحقيقه) وأنت الشخص المناسب لتحقيقه.
سادساً: عبري عن شخصيتك السوية .
من دافعت عن دينها فهي تُعبر عن شخصيتها السوية..من كتبت عن مشاعرها الطيبة تجاه من أكرمها ونفعها فهي تعبر عن شخصيتها السوية..من رفضت التبرج أمام الأجانب فهي تُعبر عن شخصيتها السوية..من رفضت الزواج من الرجل الفاسق فهي تعبر عن شخصيتها السوية..
إنما السكوت والخجل مطلوب من مقارفة الذنب أو الاعتراض على الشرع أو سوء الأدب مع الوالدين وأهل الفضل.
سابعاً: صوركِ الله في أحسن تقويم .
ينبغي على الفتاة أن تتقبل ما خلقها الله عليه ...
إن كنتِ طويلة فمن قال أن كل قصيرة أجمل منكِ.
وإن كنت هزيلة فمن قال أن كل سمينة أحسن منكِ.
وإن كنت سمراء فمن قال أن كل بيضاء أكثر إغراءٍ منك.
كلُ فتاة تجد من يحبها من زميلاتها وتجد شاباً يتقدم لها والطيور على أشكالها تقع.
والواقع يشهد أن الفتاة ذات الحسنات مهما كانت صورتها لها جمال يأخذ بالقلوب، والسر في ذلك هو ما أخبر عنه ابن عباس رضي الله عنهما : ( إن للحسنة لنوراً في القلب وضياءً في الوجه وقوة في البدن وزيادة في الرزق ومحبة في الخلق).
وكل فتاة مهما تضايقت من شكلها لتتذكر أن الله لا يعتبر بالصورة بل بالقلب والعمل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
ولتعلم كل فتاة أن المرأة كالعطر فالناس يعجبون بشكل زجاجة العطر فيسارعون إليه ولكن إذا اقتربوا منه وشموا رائحته وكانت منفرة ومزعجة رموه وحذروا منه.. فإصلاح السرائر وتهذيب البواطن أهم من جمال الظواهر ..هذا ما عليه العقلاء.
 ثامناً: لا للفراغ ..نعم للإنجاز .
الفراغ نعمة من الله لمن أحسنت فيه ،ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ ).
ولكن كثيرٌ من الفتيات مع الفراغ ينفتح عليهن الشعور باليأس والملل وأحياناً العنف والانحراف والجريمة وما خفي أعظم.وكمثال على ذلك ما يحدث في الإجازة الصيفية فيما يخص الطالبات..ولذا الناصحون ينادون دائماً وأبداً  : لا للفراغ ..نعم للإنجاز.
وهناك مجالات فردية وجماعية كثيرة يمكن للفتيات أن يشغلن أوقاتهن بها، منها :
-  التفقه في الدين وحضور الدورات العلمية المكثفة.ودون ذلك الاستفادة من المراكز الصيفية واللقاءات النسائية المفيدة.
-  المشاركة في الدورات التطويرية للذات مثل: (فن الإلقاء والحوار والإقناع ومهارات الكتابة ونحو ذلك...)
-  تعلم التصميم : كرسم المناظر الطبيعية وتنسيق الديكورات المنزلية وتصميم الأزياء ونحوها...).
-  بالنسبة للمتزوجات يمكنهن المشاركة في الدورات المتعلقة بالأسرة مثل: ( فن تربية الأبناء وقواعد في حل المشكلات الزوجية ونحو ذلك...).
-  الإطلاع العام على كل ما هو مفيد من ثقافة من خلال البرامج التلفزيونية المنضبطة وأشرطة الكاسيت والكتب والمجلات ونحوها.
-  إلى غير ذلك ممن إنجازات إذا فعلتها الفتاة إزدادت ثقتها بنفسها ولم يجد الشيطان طريقاً لإغوائها.. 
 تاسعاً: تذوقي جمال الطبيعة .
* أحد الكُتاب وصف كيف رفع همه وأزال توتره بتذوق الجمال في الحياة قال:(سقى الله ذلك اليوم ما كان أروعه، يوم خرجت من بيتي مكتئباً فنظرت إلى السماء وقد ألبستها الرياح أرديت الغمام الداكنة فراحت بعد قليل تبكي بلا حزن، ثم ما لبثت الشمس أن كشفت عن وجه السماء تلك الغمامات فابتسمت وأشرقت ألوانها وبدا قوس قزح معترضاً في أفقها يطرز في السماء باللون الأصفر والأحمر والأخضر والأبيض كأنه روضة من الزهور أو ذيل طاووس منشور فزال عني كل همي.)
* وأحد الأدباء يصف جمال الطبيعة في قرية من القرى يقول : لجأت إلى هذه الطبيعة السخية الوفية الوادعة الجميلة فوجدت عندها أُنس نفسي وراحة قلبي ، أنظر إليها فتمّحي هذه الأبعاد والمسافات وتبدو لعيني حافلة بالألوان التي لا يستطيع أبرع مصوِّر أن يجمعها في لوحة ..هذه الطبيعة التي أجد في حماها الحُب والعاطفة والجمال كلما لجأت إليها فراراً من الناس وضيقاً بالحياة..وما ذهبت مرة إلى هذه القرية وجلست في أعلاها وأطللت منه على الوادي الصغير الذي يشبه همسة حلوة من همسات الحُب أو بيتاً بارعاً من قصيدة الجمال إلا نسيت الدنيا كلها وأحسست أني مع حبيب قد وضع رأسه على صدري ونام.. )
أيها الفتاة جربي أن تكوني بعيدة عن ضجيج الأسواق وضيق مطاعم الوجبات السريعة وزحام مدن الملاهي ..أخرجي إلى شاطئ البحر أو إلى بستان زاهر وتذوقي الجمال هناك.. وستجدينه مُختلفاً جدا.
عاشراً: كوني واقعية .
يجب أن تتذكري دائماً أن الحياة لا تصفو من كدر فالمشكلات جزء من الحياة و لا يخلو ناجح ولا فاشل من التحديات التي تواجهه إلا أن الأول يجتهد في تجاوزها فيسلم أما الثاني فيستسلم لها فتغرقه في وحلها.
أنت لا تعيشين وحدك ولا يمكن أن تديري حياتك في فراغ، بل يحدث ذلك ضمن سياق يسمى العالم ، وفي ظل أحوال العالم الحالية وتعقد نفسيات الناس فإن التصور الساذج أو الوردي، سينتهي بك على الأرجح إلى مأزق لا ترغبين فيه ).
ومن الواقعية في تعاملك مع الآخرين :
1- ليس غريباً أن يعترض أحدهم على رايك أو فعلك.
2- قد تجدين من لا يحترم نفسه فكيف سيحترم قدرك وشخصك.
3- من لا يثق بالناس المقربين منه كأهله فلن يثق بك.
4- لكل شخص دوافع باطنية قد تختلف عن الدوافع الظاهرية.
5- كل شخص لديه رقي وكذا لديه تفاهة.
6- هناك من لا يعجبه العجب وأمره كما قيل ( إن الجمال موجود في عين الناظر).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق